المسلسل المكسيكي مستمر لكن ياللعجب فكثيرون لا يريدونه أن ينتهي هذه المرة، ويتمنون أن يظل أليخاندرو على قيد الحياة وأن تظل إيزابيلّا تهيم في حبه وعشقه في الحلقة 1435 ..!
كم مرة سمعت عن دعابة المسلسل المكسيكي الذي يستمر بلا نهاية حتى يصير مملاً ؟ برشلونة نسف هذه الجملة إذ جعل المسلسل المكسيكي جميلاً وغير مملاً..! كلما طال كلما ازداد جماله وكلما طال كلما ازداد نضوجه.
ما علاقة برشلونة بالمسلسلات المكسيكية ؟ العلاقة وطيدة بالفعل، فمسلسل برشلونة افتتح لنفسه موسماً جديداً كما هي المسلسلات المكسيكية لكن الموسم الثاني من مسلسل البرسا عكس المسلسلات المكسيكية
فهو بنفس القوة وربما أكبر مستوى عالي ربما يكون أعلى من المستوى الخرافي في الموسم الماضي. هذه المرة المسلسل ليس مملاً بل يزداد جمالاً
فالفريق مستمر على تقديم نفس الكرة الراقية التي قدمها في الموسم الماضي بلا توقف، وهذه المرة المشاهدون لا يريدون لها التوقف بل ينهلون منها ما لذ وطاب في مسلسل أسبوعي وليس يومي للأسف.
كثيراً جداً ما نسمع في إستديوهاتنا التحليلية العربية جملة "منحنى الأداء لابد وأن ينخفض من حين لآخر". الجملة صحيحة بكل تأكيد وحدثت مع كل فرق العالم حتى مع موسم ثلاثية البرسا وبالتحديد في شهر فبراير حينما انهزم أمام أتلتيكو مدريد وإسبانيول وتعادل مع بيتيس فأحيى أمل ريال مدريد من جديد.
لكن المذهل والمذهل جداً أننا نرى برشلونة يلعب موسمه الثاني بدون أدنى تغيير أو إنخفاض في مستواه
وهو أمر غاية في الصعوبة خصوصاً أننا في بداية الموسم، لكننا نرى فريقاً يلعب وكأنه في منتصف الموسم.. تناقل بارع للكرات.. تفاهم منقطع النظير.. قدرة خارقة على خلق الفرص بمختلف الطرق ومن كل الإتجاهات..!
كنت أشاهد مباراة برشلونة وأتلتيك بلباو وأنا مندهش من القدرة على إختراق دفاعات بلباو بكل سهولة، فرغم أن بلباو كان منقوصاً من الكثير من اللاعبين بسبب إراحتهم لمباراته الحاسمة أمام ترومسو النرويجي في الدوري الأوروبي إلا أن الفارق المذهل والقدرة العالية على خلق المساحات أمام مرمى الخصم المتكتل كانا أكبر من أي غيابات، خصوصاً وإن تذكرنا أن البلوجرانا يغيب عنهم "الرسام" أندرياس إنيستا الذي يفقد تشابي بغيابه 50% من قدراته.
الغياب لم يكن مؤثراً على البرسا ولا ريب، والتفسير كان موجوداً في مباراة مانشستر سيتي حينما تجد صغار الكتالونيين يلعبون بنفس طريقة لعب الكبار، وكأن الأمر أصبح فلسفة يعرفها الكل في برشلونة وتُدرّس في معابد كتالونيا على غرار فلسفات كونفوشيوس وبوذا بالصين والهند.
لي صديق مغربي قال لي جملة أراها حكمة بلا أدنى مبالغة.. قال لي من يريد إيقاف البرسا لا يجعله ينظر إلى مرماه، لأنه إن تسلم لاعبو البرسا الكرة وظهرهم للمرمى فمن الممكن إيقافهم، أما إن سمحت لهم بالإلتفاف مواجهة مرماك فقل على الدنيا السلام.. أزيد على كلامه أن إلتفافهم ناحية المرمى الخصم يعني أن تجلس وتنتظر تمريرة تشابي أو إنيستا القاتلة لميسي أو هنري من خلف الظهير الأيمن أو الأيسر.
مازال برشلونة يقدم نفس الأداء للموسم الثاني على التوالي وربما أكثر قوة ونضجاً، وهو ما أثار إعجابي بالفعل لأنه لم يحدث هذا كثيراً في عالم كرة القدم اللهم إلا ايه سي ميلان في بدايات التسعينيات مع الداهية كابيلّو وثلاثيه الهولندي المرعب.. فان باستن، خوليت وريكارد. البطولات في أكثر موسم على التوالي ممكنة، لكن بدون إنخفاض في الأداء ولو بقليل فهذا في منتهى الصعوبة.
بقت الإشارة إلى لمحة هامة لعلها تكون الفاصلة في نجاح برشلونة من عدمه هذا الموسم، فلو نجح فيها لن يستطيع أحد إيقافه وهي نجاح زلاتان إبراهيموفيتش. هذا المهاجم السويدي يملك إمكانيات كبيرة جداً لكن معظمها غير مناسب للبرسا وأبرزها قدرته الخارقة على الإحتفاظ بالكرة بدون فقدانها. الغريب أن إستخدامه لهذه الإمكانية يعني بالضرورة فشل هجمات كثيرة للبرسا الذي يعتمد في طريقة لعبه على تناقل الكرة بسرعة كبيرة من اليمين لليسار ومن اليسار لليمين إنتظار لفتح الثغرة القاتلة وبدون توقف الكرة عند لاعب لمدة طويلة وإلا يتمكن المنافس من ترتيب دفاعاته مرة أخرى وإعادة الرقابة على المهاجمين. لو سخّر "إبرا" إمكانياته لبرشلونة فسينجح مع البرسا ولو حاول تقديم ما كان يقدمه مع الإنتر من مراوغات وخلق فرص لنفسه وإحتفاظ طويل بالكرة فسيفشل فشلاً ذريعاً.
دعونا ننتظر إلى ماذا سيصل إبرا في مشواره مع البرسا، فالحكم عليه مازال صعباً لكن النادي الكتالوني لا يملك "ترف" الوقت، فالمنافسون منتظرون.. الريال يسنن سكاكينه، وفالنسيا يستعد للعودة كما كان، والأتليتي نضج كثيراً وإشبيلية دعم صفوفه والغواصات الصفراء تستعد لتضرب بقوة فهل يفسدون الموسم الثاني من المسلسل المكسيكي ؟