تعريف الشورى
الشورى مبدأ شرعي من مبادئ الإسلام، يستمد مشروعيته من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة؛ وهو منهاج مرتبط بالشريعة والعقيدة، كما هو قاعدة عميقة الجذور، واسعة النطاق في نفوس الأفراد، وفي كيان المجتمع المسلم.
وقد تركت الشريعة الغراء أمر تفصيل تطبيقات الشورى وتحديد آلياتها، وكذا تنظيمها بين المسلمين بدرجة من المرونة تتفق مع ظروف كل مجتمع، وبذلك تكون الشورى نظاماً متطوراً يتمشى ومصالح الأمة ومتطلبات كل عصر.
ولا ينبغي أن ينظر للشورى على أنها مصطلح فني جامد ؛ بل هي نظام ، تجتمع فيها هذه المـعاني من خـلال خصائصها العديدة التي تلتقي جميعها لتجعل من الشورى منهجاً تعبدياً يتقرب به الفرد إلى ربه سبحانه وتعالى، والأمة إلى خالقها. شأنها في ذلك شأن مختلف الممارسات والشعائر الإسلامية (عقيدة وعبادة وأخلاقاً).
إن عدم تحديد آلية معينة للشورى لتطبيقها، يُعد من المميزات التي تتفق مع منهج الإسلام في التشريع من تقرير الكليات، وإرساء الأصول العامة، والنص على المبادئ والأحكام الأساسية، تاركاً التفصيلات الفرعية والجزئية لمقتضيات الزمان والمكان، بحيث تتخذ الشكل الملائم لتحقيق المصلحة تبعاً للظروف، بما يوافق الشريعة الإسلامية. وبالتالي فقد تركت نظم الشورى وإجراءاتها دون تحديد، رحمة بالناس، وتوسعة عليهم، وتمكيناً لهم من اختيار ما ترجحه العقول وتدركه الأذهان بضوابط وآليات متجددة.
وتعرف الشورى، بأنها : تقليب الآراء، ووجهات النظر في قضية من القضايا، أو موضوع من الموضوعات، واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة، وصولاً إلى الصواب، وأفضل الآراء، من أجل تحقيق أحسن النتائج ؛ فهي آراء تتولد من خلاصة فكر وتجربة، وجهد وبحث، ودراسة، وعلم وخبرة، وذلك في إطار يتمشى مع العقيدة ولا يخالف الكتاب والسنة.
والشورى في الإسلام تطرق كل الميادين والمستويات ولا سيما الاجتماعية منها، وهي سمة من سمات المسلمين، وقد جاءت الشورى في القرآن بعد الإيمان والعبادة في الترتيب، وذلك في قوله تعالى والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) الشورى : 38، فهي تكريم للفرد وترشيد للجماعة، ومن الخصائص المميزة للشورى أنها خاضعة للشريعة السمحة، وملتزمة بها، وارتباطها بالشريعة خضوع لمبادئها الأخلاقية الثابتة، وإلزام بسيادتها وشمولها.
وللشورى أهمية كبرى في أي تنظيم كان، أو أي جماعة من الجماعات، وعليها ترتكز الدولة المسلمة التي تنشد لرعاياها الأمن والاستقرار، وهكذا نجد الشورى من المفاهيم التي رسخت جذورها في المجتمع الإسلامي، وأصبحت تميز نظام الحكم في الإسلام.
تعريف الديموقراطية
المقدّمــة
الديموقراطية هي كلمة من أصل يوناني وتنقسم الى قسمين:
ـ ديمـو: شعب
ـ قراطية: حكم الشعب
المعنى العام:
منع الاستبداد ومشاركة الناس في إدارة شؤونها ومواردها، واحترام العقل ، والاعتراف بحق الآخر ...........
الديموقراطية هي كلمة من أصل يوناني وتعني حكم الشعب بالشعب، أي أن يكون له حقٌ في إدارة شؤون دولته أو مدينته، وأن يكون له دورّ في اختيار حاكمه ونظام حكمه.
* ما هي وسائل الديموقراطية؟
وسائل الديموقراطية هي الانتخاب: وهو يعني أن يختار الشعب ممثليه ونوابه في السلطة. هنا نرى معنيَين للديموقراطية: الاختيار والإنابة. وقد يطغى أحد المعنيين على الآخر بحسب حالة الوعي السياسي عند الشعب، وبحسب المؤسسات الحزبية الشعبية وقدرتها على ممارسة الرقابة على نوّابها وقدرتها بالتالي على محاسبتهم.
* هل الديموقراطية تعني المشاركة في الحكم أم فقط المشاركة في الانتخابات؟؟
المشاركة في الحكم هي نتيجة من نتائج الديموقراطية، ومعنى من معانيها شرط أن يكون "المشاركون" مؤسسات أو شخصيات معنوية واضحة ومحددة، ولهم أدوار يمارسونها، ولهم رأي ووسائل تعبير عن الرأي، وأن تكون الأنظمة تكفل هذه المشاركة، بمعنى أن يكون القرار السياسي أو الإداري أو المالي أو الأمني أو غيره، يمرّ بعدّة مراحل قبل اتخاذه، الى درجة أن يشترك في صياغته ومناقشته وتعديله أو إلغائه أكثر من شخص وأكثر من مسؤول وأكثر من حاكم وأكثر من حزب وأكثر من فئة سياسية أو شعبية. أما ديموقراطية الاختيار التي تنتهي في يوم التصويت والاقتراع، ولا يكون لها دور دائم في إدارة شؤون البلاد، فإنها ديموقراطية ناقصة ومحددة ومقطوعة وشكلية.
*هل الديموقراطية تعتبر وسيلة من وسائل الحكم أم من مقاصده؟
الديموقراطية هي وسيلة حكم وهي وسيلة تطوير لحياة البلاد. إن عدّة آراء ومناقشات، تؤدّي حتماً الى نتائج أفضل من رأي فرد (ملك، أو حاكم مطلق ديكتاتور)، أو رأي عدد محدود من المستشارين الأتباع للملك.
والديموقراطية غاية، إذ تعني الحرية للشعب في التعبير والرأي وإدارة شؤونه، والتقدم والكرامة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهي تصبح أخلاقية عامة، تنتشر في كل نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي العلاقات بين الناس وفي الثقافة . إنها تصبح عندئذٍ اعتراف الواحد بالآخرين، والحوار معهم واحترام حقوقهم وشخصياتهم من ضمن النظام العام، الذي يصون حقوق الأفراد والجماعات ومصالحهم، تحت سقف حق الوطن ومصلحة الأمة ، وتحت سقف القانون والنظام العام الذي يضع الحدّ الفاصل بين حرية الفرد وحقوقه، وبين مصلحة المجتمع والحقوق الوطنية أو " الحق العام".
بعد هذه التعاريف نقول الاتي
اذا كان الشعب في الديموقراطية مسلما فانها ستصبح منهجاً تعبدياً يتقرب به الفرد إلى ربه سبحانه وتعالى، والأمة إلى خالقها لان الشعب المسلم لن يرضى الا بقوانين او نظم او دستور يكون في إطار يتمشى مع العقيدة ولا يخالف الكتاب والسنة.
لهذا لا ينبغي أن تؤخذ العلاقة بين الشورى والديموقراطية على أنها علاقة توافق أو علاقة تضاد
الرد على بعض الاقوال
.1 ... الديموقراطية مفهوم غربي دخيل على الإسلام والمسلمين ما أنزل الله به من سلطان....
نقول هل الطب الغربي دخيل على الإسلام والمسلمين ما أنزل الله به من سلطان؟؟؟؟؟ هل توثيق المعاملات والزواج والادارة الحديثة ... وتقسيم نظام التعليم الى مراحل ومفهوم حب الوطن دخيل على الإسلام والمسلمين ما أنزل الله به من سلطان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.2 ... ضرب الامثلة على الديموقراطية من خلال انظمتنا العربية وهنا اقول ليست الخلل في الديموقراطية بل هو في الانظمة والشعوب وكما قال الشافعي رحمه الله:
.......................... نعيب زماننا والعيب فينا ولا لزماننا عيب سوانا ...............................
.3 ... في الديموقراطية تشبه بالغرب وفي الشورى تمسك بالسنة ........ الكلام في ذلك يبدولي فيه ذر للرماد في العيون لانه يميل اكثر للسياسة والوصول الى الحكم اكثر منه امر ديني بحث..............
- وفي الاخير اقول ان الديموقراطية والشورى وجهان لعملة واحدة وهي قمع الاستبدادية والتسلط و فتح المجال واسعا لجميع طبقات المجتمع من المشاركة في بناء مجتمعات قوية تقوم على العدل والمساوات و النهل من الافكار الغربية ليس كله متناقد مع شريعتنا اذ يمكن ايجاد الخير الكثير فيه..............
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته